بغداد/ تميم الحسن
مفاجآت في كركوك مع بداية التحضيرات للانتخابات التشريعية المبكرة المفترض اجراؤها في تشرين الاول المقبل. أبرز المفاجآت عودة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الى المنافسة في كركوك بعد مقاطعة الانتخابات الماضية. وحديث الحزب عن “متغيرات” ستجري في الفترة القادمة، لصالح “تطبيع” الاوضاع في المحافظة وتقاسم السلطة.
كذلك استبدل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني -الذي انفرد في الدورة الماضية بالمنافسة في كركوك- اسمه هذه المرة، وكل نوابه الحاليين من قائمة المرشحين باستثناء نائب واحد.
ويتنافس الحزبان الكرديان الكبيران مع حزبين كرديين آخرين في كركوك، كما تظهر كتلتان للتركمان في المحافظة تستعدان لخوض الانتخابات.
وإحدى تلك الكتل التركمانية كانت قد فازت بعدة مقاعد في انتخابات 2018، وقررت الاحتفاظ بكل نوابها واعادة ترشحيهم مرة اخرى.
اما المسيحيون الذين يتنافسون على مقعد واحد في كركوك ضمن مقاعد “الكوتا”، فلديهم 4 قوائم في المحافظة.
بالمقابل فان القوائم العربية كثيرة، وابرزها قائمتا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، واخرى تضم ائتلاف لمجموعة تيارات كانت قد فازت في الانتخابات الماضية.
عودة الديمقراطي الكردستاني
وبلغ عدد المرشحين في كركوك 136 مرشحاً بينهم 36 أمرأة، يتنافسون ضمن 3 دوائر لشغل 12 مقعدا زائدا مقعد واحد للمسيحيين، فيما عاد 7 نواب حاليين الى قائمة المرشحين، اضافة الى محافظ كركوك.
اعداد المرشحين قلت بنحو اكثر من النصف عن الانتخابات الماضية، حيث كان عدد المرشحين في كركوك 290 مرشحا تنافسوا ضمن 31 تحالفا وحزبا.
ومنحت الدائرة الاولى في كركوك 5 مقاعد، وهي تضم قضاء الدبس، ومناطق ليلان والتون كوبري، ورشح عنها 35 مرشحاً.
وتضم هذه المناطق اكثرية من الكرد وبعدها يأتي التركمان والمسيحيون والعرب، حيث ركزت اغلب أحزاب هذه المكونات مرشحيها في الدائرة الاولى.
في هذه الدائرة تظهر عودة الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة الرئيس السابق للإقليم مسعود بارزاني، لأول مرة الى كركوك بعد احداث ما عرف بـ”استفتاء الاقليم”.
واختار الحزب بعد مقاطعة انتخابات 2018، مرشحين اثنين فقط لخوض التنافس، منهما النائب السابق شاخوان عبد الله.
وقال المرشح عن الحزب لـ(المدى) ان العدد القليل لمرشحي الديمقراطي الكردستاني هو “بسبب نظام الانتخابات المتعدد الدوائر”، مبينا ان حزبه “اعتمد خطة جديدة تعتمد على عدد قليل من المرشحين لضمان الفوز”.
الحزب الديمقراطي كان قد حصل على مقعدين اثنين في كركوك في انتخابات 2014، وهي آخر انتخابات يخوضها الحزب في المحافظة.
واكد عبد الله ان قرار عودة الحزب للمشاركة في الانتخابات داخل كركوك جاء بعد “تعهدات حكومة الكاظمي واطراف دولية باعادة تطبيع الاوضاع في المدينة وتسليم الملف الامني والاداري الى ابناء المحافظة”.
وكانت حكومة حيدر العبادي السابقة، قد نشرت عددا من القوات الاتحادية في كركوك رداً على مشاركة الاخيرة في “الاستفتاء” الذي نظم في ايلول 2010.
واجبرت تلك الاجراءات في تشرين الاول من العام نفسه على انسحاب “البيشمركة” الى داخل حدود اقليم كردستان، فيما غادر الحزب الديمقراطي آنذاك كركوك وقاطع على إثرها انتخابات 2018 في المدينة.
ويشير مرشح الديمقراطي الكردستاني الذي تنافس الى جانبه في نفس الحزب نجوى حميد، الى ان “عددا من مقرات الحزب في كركوك قد عادت لكن القسم الآخر مازال بيد جهات اخرى”.
وبحسب مصادر ان بعض الفصائل المسلحة التي دخلت في اعقاب احداث 2017، قد سيطرت على عدد من مقرات الحزب الديمقراطي في كركوك وترفض اعادتها الى الحزب.
ومؤخرا، جرت ترتيبات جديدة بعد اتفاق وزارة الدفاع مع “البيشمركة” لإحياء الغرف الامنية المشتركة في المناطق المتنازع عليها لمنع “داعش” من التحرك في الفراغات الامنية بين تلك المناطق، واهمها كركوك.
ويضيف عبد الله ان “واحدة من القضايا التي جعلت الحزب يعود للمشاركة في كركوك هو عدم وجود ممثل حقيقي للكرد في المحافظة”.
الاتحاد الوطني باسم جديد
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، قد انفرد في ساحة كركوك في الانتخابات الماضية، بعد مقاطعة الديمقراطي للانتخابات.
وحقق الاتحاد في تلك الدورة المراكز الاولى في كركوك، وحصل على 6 مقاعد، فيما قرر في هذه الانتخابات تغيير اسمه الى “تحالف كردستان”.
الحزب استبدل كل نوابه من قائمة المنافسين في انتخابات 2021، باستثناء النائب ديلان غفور، الذي يخوض الانتخابات ضمن الترشيحات الفردية. ومن النواب المستبعدين من قائمة مرشحي الحزب في كركوك هو النائب ريبوار طه الذي حصل في دورة 2018 على المركز الاول بحصوله على اعلى الاصوات في المحافظة، باكثر من 63 الف صوت.
بالمقابل عادت آلا طالباني الى قائمة المرشحين في كركوك ضمن “تحالف كردستان” بعدما خاضت الانتخابات الماضية في بغداد.
وفازت طالباني في 2018 ضمن “كوتا النساء” مرشحة عن قائمة حملت اسم “تحالف بغداد” وضمت حينها خليطاً من العرب اغلبهم من القوى السنية، ابرزهم محمود المشهداني رئيس البرلمان السابق، والمرشح الحالي ضمن كتلة خميس الخنجر “عزم” في بغداد.
وينافس الحزبان الكردان الكبيران في كركوك، الحزب الاشتراكي الكردستاني، وحزب كادحي كردستان.
القوى التركمانية
اما الدائرة الثانية في كركوك والتي خصصت لها 4 مقاعد، ضمت مناطق جنوب كركوك، اهمها تازة، داقوق، والرياض، ويتنافس فيها 56 مرشحا.
وتضم هذه الدائرة خليطا اغلبيته من التركمان والعرب اضافة الى الكرد، حيث يتنافس التركمان ضمن قائمتين اثنتين وهما: الجبهة التركمانية العراقية، وحزب ميدان كركوك.
ويرأس الجبهة التركمانية خلال الانتخابات المقبلة النائب السابق حسن توران، فيما عاد كل نواب الكتلة الذين فازوا في الدورة الماضية للترشح مرة اخرى لكن بعضهم ضمن “الترشيحات الفردية”.
على رأس نواب الجبهة المنافسين هو رئيس الجبهة السابق النائب ارشد الصالحي الذي حصل في الانتخابات الماضية على المركز الثاني في كركوك بعدما جمع نحو 40 الف صوت.
كذلك عادت مقررة البرلمان والنائبة عن الجبهة خديجة علي ضمن الترشيحات الفردية، وكذلك النائب احمد حيدر منفردا ايضا.
ومن الشخصيات التركمانية التي عادت للتنافس، هي النائبة زالة النفطجي مرشحة عن الجبهة، والنائب نيازي معمار ضمن الترشيحات الفردية.
التحالفات العربية
في الدائرة الثالثة والاخيرة التي تضم 3 مقاعد، رشح عنها 39 مرشحاً، وهي تشمل مناطق جنوب غربي كركوك، مثل الحويجة، الرشاد، الزاب واجزاء ايضا من الرياض.
واغلب سكان هذه الدائرة هم من العرب، حيث تتنافس عدة قوائم عربية في هذه المناطق، ابرزها التحالف العربي، وتحالف “تقدم” التابع لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
نواب التحالف العربي الذي فاز في الدورة الماضية بـ3 مقاعد، عادوا جميعهم الى التنافس، بينما واحد فقط وهو النائب محمد تميم استبدل كتلته وذهب صوب “تقدم”.
وينافس التحالف بـ4 مرشحين فقط، اثنين منهم هما النائبين خالد المفرجي، وراكان سعيد الذي لم يؤد اليمين الدستورية وبقي في منصبه محافظاً لكركوك.
سعيد كان قد حصل على المنصب بالوكالة في اعقاب احداث 2017، وبسبب توقف اعمال مجلس المحافظة آانذاك بانسحاب الاكثرية التي كان يمثلها وقتها الحزب الديمقراطي، لم يتم تسمية محافظ جديد بالاصالة.
المحافظ بقي في منصبه منذ ذلك الوقت ورفض على نفس طريقة زميله محافظ البصرة اسعد العيداني، ان يذهب الى البرلمان وترك كرسيه شاغراً ولم يتخل بالمقابل عن رئاسة الحكومة المحلية في كركوك.
مقعد المسيحيين اليتيم
وكانت “الكوتا” في الانتخابات الماضية ذهبت الى “بابليون” بزعامة ريان الكلداني المقرب من منظمة بدر.
وصاحبة “الكوتا” وهي النائبة ريحان ايوب وهي من اقرباء الكلداني، لن تخوض الانتخابات هذه المرة، واستبدلت بالمرشح دريد جميل.
وقرر هذه المرة النائب المسيحي عن الموصل عمانوئيل خوشابا ان يرشح في كركوك الى جانب زميله النائب ومقرر البرلمان السابق عماد يوخنا ضمن الحركة الديمقراطية الآشورية.
والى جانب المرشحين الثلاثة، هناك صفاء هندي مرشحا عن ائتلاف حمورابي، وريتا شمعون عن المجلس الشعبي الكلداني.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط