انشغل بالجهاد عن الملهيات
القسام - خاص :
هم الأوائل يرحلون بصمت، زرعوا بذور العزة والكرامة لجيل قادم يحصد ثمارها نصر وتمكين، فشهيدنا محمود عطية الحمايدة ومن شابهه، امتطوا خيول الجهاد مبكرين، فقارعوا جيش الاحتلال مع كل صباح، وأقضوا مضاجع مغتصبيه مع تراويح المساء، وعندما زأرت بنادقهم ثائرة ولّى عدوهم هارباً من قطاع غزة.
ميلاد الفارس
ولد شهيدنا بتاريخ 31/10/1991م في مستشفى ناصر بخانيونس، وكان يمتاز بالذكاء وكثرة الحركة والسؤال عن الأشياء التي لا يعرفها، ومطيع لوالديه منذ صغره ومتفوق في دراسته، حيث كانت علاقته جيدة مع والديه خاصة أنهم كبار في السن، ومبنية على المصارحة والطاعة، وأيضاً معاملته مع إخوته كانت مثالاً رائعاً للإخوة فهي قائمة على الحب والوئام والتفاهم، و كان حريص جداً على صلة رحم شقيقاته المتزوجات وأبنائهن وبناتهن.
وكل من عرفه أشاد باحترامه وتواضعه والمعاملة الحسنة، حتى العمال الذين عملوا في بناء شقته، حيث قالوا "لم نر أفضل من معاملة محمود لنا".
وكان والد الشهيد محمود يصحبه إلى المسجد منذ صغره، وقد بدأ التزامه الحديدي في المسجد وأداء الصلوات الخمس في المسجد منذ المرحلة الإعدادية.
مسيرته التعليمية
بدأ محمود دراسته في مدرسة "ج" الابتدائية، وتميز بتفوقه في دراسته ودرجته دائماً "امتياز"، ومن ثم درس الإعدادية في مدرسة "ج" الإعدادية، ومن بعدها درس الثانوية في مدرسة بئر السبع الثانوية ليجتازها بكل نجاح وتفوق، وفي تلك المرحلة ارتبطت علاقاته وصداقاته بشباب المسجد.
بعد إتمامه للمرحلة الثانوية، خط محمود سبيله نحو الحياة الجامعية، فبدأ يدرس تخصص دراسات إسلامية في الجامعة الإسلامية، وخلال تلك المرحلة كانت نشيطاً في الكتلة الإسلامية وكان جهداً مشهود له، وبعد ذلك وأنهى دراسته وحصل على بكالوريوس وكان عازماً على الماجستير، لكن حادثة استشهاده منعت من مشاركته في حفل التخرج.
في صفوف حماس والقسام
انتمى الشهيد إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس عن طريق مسجده "الفاروق" والتزامه في الصلوات الخمس في المسجد وسلوكه الجيد، بدأ العمل في جهاز أمن الشخصيات التابع لحركة حماس، ويقوم بدور فعال في المسجد حيث كان لا يتردد في مساعدة إخوانه، وهو من أوائل الملتزمين في نشاطات المسجد المختلفة.
انضم محمود إلى صفوف كتائب القسام عام 2008م، بعد أن كان كثير الإلحاح على القيادة بالانضمام إلى القسام، فكان له ما أردا وخاض دورة تدريبية بعنوان "إعداد مقاتل"، وتميز بها وأصبح من المتفوقين في هذه الدورة مما أهله ذلك لأن يكون جندياً مميزاً، فتم اختياره لأن يكون مدرباً في القسام، وقد خاض هذا الغمار وكان من أمهر المدربين في الكتائب، وانضم شهيدنا إلى وحدة النخبة في عام 2013م، وتميز بنشاطه وإقباله ومبادرته بالأعمال الجهادية.
كان شهيدنا دائماً ما يأخذ الأمور على محمد الجدية التامة في جميع الأعمال الجهادية، حيث كان يرابط على الثغور في المناطق الشرقية، فكان ضمن وحدة القنص، وقد حصد الترتيب الأول على اللواء في تخصصه، ومن ثم انضم إلى وحدة النخبة القسامية وتأهل شهيدنا لأن يكون قائد مجموعة في النخبة.
وقبيل استشهاده بيوم واحد في داخل النفق، كان بعض الشباب في أحد العيون، وكانت عين النفق قد اكتشفها العدو، تملكهم في حينها خوف شديد جداً، وكان محمود أحدهم فقال لهم "يا شباب اذكروا الله واستغفروا الله حتى يثبتنا الله"، وكان قد أثر كلامه في الشباب حتى عادت لهم همتهم من جديد، وأيضاً كان قد شارك في عملية إطلاق قذيفة على دبابة صهيونية كانت تبعد عنهم حوالي 25 متراً.
موعد مع الشهادة
كان محمود على موعدٍ مع الشهادة بتاريخ 19/7/2014م عندما حل انفجار داخل أحد الأنفاق، ليرتقي إلى العلا شهيداً مقبلا على اله بقلب حسن مليئ بالتضحيات ومنشغل بالجهاد عن الملهيات.