أنور إبراهيم (القاهرة)
تربع منتخب إيطاليا على قمة الكرة الأوروبية، على إثر فوزه على إنجلترا في نهائي كأس الأمم «يورو2020»، بركلات الترجيح 3-2، بعد أن انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.
ونجح المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني لـ «الأزوري»، في رد الاعتبار للكرة الإيطالية التي أخفقت منذ 3 سنوات في التأهل إلى مونديال روسيا 2018، واستطاع أن يبني فريقاً جديداً وقوياً، يلعب كرة جماعية، ويتخلى عن أسلوب المدرسة الإيطالية القديمة في الدفاع الحديدي «الكاتاناتشيو»، وانطلق بهذا الفريق منذ ثلاث سنوات، وتحديداً في سبتمبر2018، إلى القمة من دون أن يخسر أي مباراة طوال هذه الفترة، وحتى مباراة النهائي الأوروبي ضد إنجلترا، فاستحق أولاً أن يكون طرفاً في هذا النهائي، وأن يحمل ثانياً كأس البطولة، للمرة الثانية في تاريخ إيطاليا، حيث كانت المرة الأولى في عام 1968.
ولم يمنع الهدف المبكر الذي سجله المدافع الإنجليزي لوك شو، بعد أقل من دقيقتين من بداية المباراة «57: 1 دقيقة بالتحديد»، تماسك الفريق الإيطالي وخروجه من الصدمة، فكان هو الأكثر استحواذاً على الكرة، وتحمل دفاعه وخط وسطه عبء الهجمات الإنجليزية في الشوط الأول، ولكن سرعان ما تغير الحال في الشوط الثاني، وبدا واضحاً أن اللاعبين الإيطاليين استوعبوا الخطر المحدق بهم، فكانوا كلهم نجوماً في هذا الشوط، بينما تقهقر كل لاعبي الفريق الإنجليزي في نصف ملعبهم للحفاظ على الهدف.
وجاءت الدقيقة 67 لترسم الابتسامة على وجوه كل الإيطاليين الموجودين في استاد ويمبلي، عندما نجح المدافع العجوز ليوناردو بونوتشي في تسجيل هدف التعادل من متابعة جيدة لرأسية فيراتي التي اصطدمت بالقائم الأيمن للحارس الإنجليزي بيكفورد ليودعها الشباك. واستمرت السيطرة الإيطالية إلى أن انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1-1، وذهب الفريقان إلى وقت إضافي من شوطين، وازداد حرص اللاعبين من الجانبين، خوفاً من تسجيل هدف لأي منهما، ينهي المباراة، إلى أن احتكما في نهاية الشوط الإضافي الثاني إلى ركلات الترجيح.
ويحسب لمانشيني الذي يراه معظم خبراء كرة القدم ومحلليها، بطلاً لهذا النهائي، أن المنتخب الذي شكله على مدى أكثر من ثلاث سنوات، لا يوجد به لاعب بحجم وثقل ميسي أو رونالدو، وإنما اعتمد في اختياراته على اللاعبين القادرين على تنفيذ فكره، والتألق في ظل منظومته الجماعية، ونزعته الهجومية وتخليه عن أسلوب اللعب الدفاعي الإيطالي، ما استحق عليه الإشادة من جميع الصحف الأوروبية وشبكات الراديو والتليفزيون والمواقع الرياضية العالمية.
أما بونوتشي صاحب هدف العودة إلى المباراة، فقد حقق إنجازاً كبيراً، سيُكتب في تاريخه، إذ إنه أصبح أكبر لاعب سناً، يسجل في نهائي «اليورو»، إذ سجله في عمر 34 سنة و71 يوماً، ليحطم بذلك الرقم القياسي السابق المسجل باسم الألماني بيرند هولزنباين «30 سنة و103 أيام» في نهائي «يورو 1976».
وتفوق الطليان على الإنجليز في الاستحواذ أغلب فترات المباراة، ووصلت النسبة في كثير من الأحيان إلى 70% لـ «الأزوري»، مقابل 30% لمنتخب «الأسود الثلاثة».
ويبقى مانشيني - على حد قول موقع جول العالمي بنسخته الفرنسية- هو رجل المباراة الأول، بعد أن نجح في إعادة الحياة إلى منتخب كانت صدمة كثير من لاعبيه كبيرة، عندما أخفقوا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018.
وأضاف الموقع: فتشنا عن رحيم ستيرلينج فلم نجده، وبحثنا عن هاري كين فوجدناه اختفى هو الآخر، إذ أن جماعية الفريق الإيطالي، بوجه خاص خلال الأشواط الثلاثة الأخيرة، حرمت الإنجليز من لعب كرتهم، وكانت النهاية سعيدة للطليان الذين انفجروا من الفرحة في كل أنحاء إيطاليا، وحزينة على منتخب «الأسود» ولاعبيه وجماهيره الغفيرة التي تساقطت دموعها الساخنة في استاد ويمبلي.