2021-06-29 00:35:00
رام الله-الحياة الجديدة-عزيزة ظاهر- بأعجوبة، نجت الحاجة السبعينية فاطمة الربعي "أم محمد" من قرية التواني بمسافر يطا جنوب الخليل من اعتداء نفذه مستوطنون متطرفون قبل أيام في القرية، بعد أن أصيبت بجروح في أنحاء جسدها، جراء تعرضها للرشق بالحجارة بينما كانت تجلس في فناء بيتها تراقب أحفادها وهم يلهون خارج المنزل خوفا عليهم من اعتداء مفاجئ من المستوطنين.
وتجسد أم محمد، قصة صمود وتحدٍ منقطعة النظير في وجه الاحتلال ومستوطنيه، فالحياة هناك مجبولة بالدم والعرق والتحدي، وأشبه ما تكون بالحياة البدائية، فلا كهرباء ولا ماء، ولا اتصالات أو مواصلات.
ويقول نجل أم محمد، جمعة الربعي عضو لجنة الحماية والصمود، أصيبت والدتي بجروح ورضوض من جراء رشقها بالحجارة والاعتداء عليها، وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها والدتي لاعتداء المستوطنين، فقد أصيبت عدة مرات خلال تصديها لهم ودفاعها عن القرية.
تهجير وتشريد مستمر يتعرض له أهل القرية جراء إخطارات الهدم المتكررة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتضييق على السكان بهدف تهجيرهم واقتلاعهم من أراضيهم، لصالح توسعة المستوطنات المحيطة بالقرية.
وأوضح فؤاد لعمور منسق لجنة الحماية والصمود لـ "الحياة الجديدة" أن التواني هي واحدة من 22 قرية وتجمع في مسافر يطا جنوب الخليل، وهي قصة صمود يومية يعيشها الكبار والأطفال في القرية المحاطة بثماني مستوطنات وبؤر استيطانية، وهي مستوطنة "ماعون" و "كرمئيل" و "يتئير"
و"سوسيا" وبؤر استيطانية مثل "هخاف ماعون" و"أفيغايل" و "يعقوب داليه" و "متسبي يتئير"، وبشارع التفافي لاستخدام المستوطنين، واستولى الاحتلال على نحو 1200 دونم من أراضي القرية وأبقى لسكانها البالغ عددهم نحو 400 نسمة 200 دونم فقط، وسط اعتداءات يومية من هدم وضرب وخلع أشجار وتسميم المواشي والآبار، وقائمة تطول من العذاب اليومي.
ويضيف لعمور، باتت اعتداءات المستوطنين شبه يومية، آخرها قبل يومين حيث تم حرق غرفة زراعية تعود للمواطن حاتم مخامرة، وتمت مهاجمة منزل المواطن فضل ربعي والاعتداء على النساء والأطفال، علما أن المواطن فضل معتقل مع اثنين من أبنائه منذ قرابة 40 يوما، وقدّمنا في السنوات الماضية آلاف الشكاوى ضدهم في مراكز الشرطة الإسرائيلية الموجودة في المستعمرات لكن من دون جدوى.
يؤكد لعمور في معرض حديثه لمراسلة "الحياة الجديدة" على أن قرية التواني تعود في أصولها إلى الكنعانيين، وفيها عشرات المناطق الأثرية التي تدل على ذلك، حتى أواسط السبعينيات من القرن الفائت ظل سكانها يعيشون في المغارات، ليتطور فيما بعد للبناء على النمط القديم " العقد" أو ما يسميه السكان "البايكة" وهو البناء من الصلصال والحجر والقش، و في عام 1989 بني أول بيت من الباطون في القرية.
ويعيش الأهالي على تربية المواشي والزراعة المساندة لها، مثل زراعة البقوليات و علف الحيوانات، ساعدتهم على ذلك وفرة المياه في القرية، ففي القرية بئر مركزية شيّدت في الفترة العثمانية، و ينابيع مياه فرعية أشهرها نبع تواني، ونبع عين البيضا، و في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد دخول السلطة الفلسطينية، انخرط عدد منهم في سلك الموظفين الحكوميين، وآخرون في الوظائف العسكرية، فيما يتوجه عشرات العمال للعمل في الداخل الفلسطيني المحتل.
ولفت لعمور إلى أن التواني تقع ضمن المنطقة التي صنفتها سلطات الاحتلال في السبعينيات من القرن الفائت على أنها مناطق إطلاق نار، بموجب القرار العسكري 918، ورغم أن القرية بعيدة عن أي مناطق إطلاق نار إلا أن الاحتلال يستخدم كافة الذرائع لملاحقة السكان وصولا لتهجيرهم بالكامل، هذا الاستهداف جعل الأهالي يسعون إلى حماية أنفسهم بتشكيل ذاتي من الأهالي، فكانت لجنة الحماية و الصمود، التي أسست في عام 2018، هدفها تشبيك العلاقات مع جميع النشطاء في المنطقة والتركيز على متابعة الاعتداءات على المواطنين في التواني وباقي مسافر يطا، وتعمل اللجنة أيضا على حل مشاكل السكان الحياتية واليومية، والتصدي للإجراءات الاحتلالية، ومساعدة الأهالي في متابعة الإخطارات بهدم مساكنهم وبركساتهم قانونيا ومقاومتها شعبيا.
ملفات ذات علاقة