بقلم / مريم عادل
في ايامنا هذهِ نلاحظ استشراء ظاهرة الضياع الفكري ، والتشتت الذهني ، والشرود عن مبتغى النفس كثيراً، ولعل من اسبابها هو ضياع المُرشد والموجه وضعف الايمان بالنفس وقدراتها الهائلة ، زيادة على انطفاء الاضواء الكاشفة على اولويات الاشياء التي تريد تحقيقها.
كل انسان من المفترض ان تكون لديهِ فكرة يسعى الى اثبات براهينها ويكون لديهِ طموح واحلام يقضي جلَّ ايام عمره بالسعي في تحقيقها وان كان هناك فرق بين الاحلام والطموح ، فالأحلام تدل على الأشياء مستحيلة التحقيق نوعا ما ، اما الطموح فهو في غالب الاحيان لأشياء بالامكان تحقيقها ، لأن الانسان يبذل كل مابوسعه لتحقيق طموحه وهناك من الناس من يصل للممكن ، وهناك من يتخطاه في طريقه لتحقيق ما يظنه عامة الناس انه طموح مستحيل !
الا ان مفهوم التشتت عند الاغلبية حاضر وبقوة فلا يكاد يعرف كثير منا من اين يبدأ والى اين ينتهي ، بعضهم ممن فقدوا الامل انعدمت عندهم وسائل التفكير السليم في جدوى وجودهم بهذهِ الحياة وماالذي يجب عليهم فعلهُ كي يصلوا ويحققوا انجازاً لا يُشترط فيه ان يكون عظيماً لكن ومن باب اضعف الايمان ليكفيهم شرف المحاولة التي تشعرهم بوجودهم وانسانيتهم في هذه الحياة !
كل مانحتاجهُ كي نثبت الميزة التي ميزنا الله بها عن باقي المخلوقات هو معرفة كيفية استخدام عقولنا واقناعها بالايمان بأسطورتنا الشخصية كي نجعل كل معطيات الكون تجري من اجل تحقيق تلك الاسطورة، الاسطورة التي اراد الكاتب العالمي باولو كويلو في روايتهِ الشهيرة (الخيميائي) ان يثبتها هي واقع وليست محض خيال ، الايمان بما تريد والاصرار على تحقيقه تجعل الحياة بمادياتها ومعنوياتها تسير بالاتجاه الايجابي امامك وان واجهت بعض المصاعب فما هي الا انحناءات مرحلية ، واعاقات وقتية كي ترتفع اكثر فأكثر نحو تحقيق المبتغى وان لم تجد في طريقك خيميائياً ليدلك على الطريق الصحيح فهنالك قلبك وثقتك بخالقك ، وهما قادران على ان يصلوا بأحلامك الى بر الأمان.
كن قوياً ولا تنصاع لكلام الغير في محاولاتهم لتحطيم ارادتك ، للفت من عضدك ، لإضعاف معنوياتك ، للحط من عزيمتك ، كلُّ منهم يرى حلمك بمنظار عينه هو ، وبمستوى ادراكه هو ، وليس بالضرورة ماترومه انت بما يناسبك ولا يناسب غيرك ، فكلٌّ لهُ خطة وطريقة سير تناسب هواياته ، وتناغم طموحاته ، وتتماهى مع مقدار ثقافته ، وعلىك ان تصرف النظر عن الجميع بإستثناء اولئك الذين نذروا انفسهم كي يكونوا شعلة نارٍ تضيء الزوايا العتمة في درب نجاحك” .
فقط حدد هدفك وسر بإطمنان واثقا بالله تعالى اولاً ، ومن ثم بنفسك ثانياً وكما يقول بطل المغامرات الاذاعية الامريكي ايرل نايتنجيل (من لهم اهداف, ينجحون في حياتهم لأنهم يعرفون وجهتهم).
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط