الدؤوب المخلص القسام - خاص : الشهداء هم الذين تهمس فِعالهم دوماً بالعز والفخار مبددةً عار الأمة الواصب وصمتهم الدائم، حملوا الأمانة مقتدين بالأنبياء دون وجل آلمهم الوطن المسلوب ونقشوا في أفئدتهم معاني الانتقام من بني صهيون أولئك هم العمالقة حقاً وحق للتاريخ أن يسطر أسماءهم بمدادٍ من نور، ومن هؤلاء الشهيد البطل رائد زهير صلاح. الميلاد والنشأة ولد الشهيد القسامي رائد زهير صلاح في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، وذلك بتاريخ 11/11/1993م، لعائلة فلسطينية تجرعت كغيرها من العوائل مرارة الاحتلال والتهجير من فلسطين المحتلة. نشأ شهيدنا رائد في بيت ملتزم، تربى فيه على تعاليم الدين الإسلامي، فكان بارا بوالديه ومطيعا لهما في كل شيء، وهو من أحب إخوته إلى والديه، وكان خلقه حسنا، كما أنه كان خدوما ومطيعا، وكان عندما يُطْلب منه شيء لا يتردد في فعله. كذلك لم تقتصر محبته على أهل بيته بل تجاوزتهم إلى الأقارب والجيران، فكان شهيدنا محبوبا جدا من الأقارب والجيران، فكان الجيران يحبون مجالسته والحديث معه، ويشارك الجميع في أفراحهم وأتراحهم، يعمل الجميع بسلوكه الحسن، وكان محبا للرياضة فكان يمارس (الكراتيه) وحصل على الحزام الأسود في اللعبة. دراسته وعمله درس شهيدنا القسامي رائد المرحلة الابتدائية في مدرسة البريج الابتدائية (ب) وكان من الطلاب المجتهدين والمتفوقين، وكان يتصف بخلقه الحسن، وأدبه في التعامل مع زملائه، وأكمل شهيدنا المرحلتين الإعدادية والثانوية في البريج، أما بالنسبة للجامعة فقد درس دبلوم كهرباء وتحكم في معهد الكنائس. استشهد شهيدنا وهو يعمل في الحكومة في مديرية التدريب للشرطة، وكان يؤدي عمله بكل جد ونشاط، واستشهد وهو يتلقى دورة مهمات خاصة؛ لما كان يتمتع به من قوة بدنية. ركب الدعوة والجهاد سلك القسامي رائد درب المساجد منذ صغره، وكان محافظاً على جميع صلواته، والتحق في حلقات تحفيظ القرآن في المسجد وحلقات السيرة النبوية العطرة. انضم الشهيد رائد إلى جماعة الإخوان المسلمين، والتزم في صفوفها الدعوية وبايع الحركة على السمع والطاعة، فكان مثالاً للشاب المنضبط المشارك بفاعلية في أنشطة الحركة والمسجد في منطقته. كانت بدايات الشهيد في كتائب القسام عن طريق التزامه بالمسجد، فتم ترشيحه من قبل الإخوة للعمل في صفوف الكتائب، كونه من الشباب المجاهد الملتزم، فالتحق شهيدنا رائد في صفوف كتائب القسام في العام 2013م، وكان قبل الانضمام لحوحاً على الانضمام لصفوف الكتائب؛ وذلك بسبب شدة حبه للجهاد والمجاهدين. التزم شهيدنا في الدورات، وكان في دورة إعداد مقاتل، وعمل في السرية الثالثة كمجاهد ومن بعدها استشهد، وكان شهيدنا من الشباب الملتزمين في أداء المهام المطلوبة منه على أكمل وجه، وكان يحب الرباط ولم يُذْكَر أنه تغيب يوما واحدا عن رباطه. أما عن صفاته الجهادية فقد تميز شهيدنا بالخلق الحسن، وبتواضعه، وكان قصير اللسان، كما أنه كان لينا، يحب الجهاد والمجاهدين لا يتخلف عن موعد رباط أو مهمة عمل ضمن صفوف الكتائب. استشهاده قال الرسول_ صلى الله عليه وسلم_: ( إن الله إذا أحب عبدا يسير له عملا صالحا يقضيه عليه) فقد استشهد رائد في نهار رمضان، وكان مقبلا غير مدبر، مرابطا في الصفوف الأولى، وكانت ابتسامته واضحة جلية على وجهه وقت استشهاده، حيث خرج من المنزل إلى كمين وذلك في معركة العصف المأكول، وتم قصف الكمين بالطيران الحربي.