أحد أبطال عمليات كمائن الموت شرق التفاح القسام - خاص : إنهم الشهداء، صُناع التاريخ، بناة الأمم، صانعو المجد، سادة العزة، يبنون للأمة كيانها، ويخطون لها عزتها، جماجمهم صرح العزة، أجسادهم بنيان الكرامة، ودماؤهم ماء الحياة لهذا الدين وإلى يوم القيامة. هم شهداءٌ يشهدون أنَّ المبادئ أغلى من الحياة، وأن القيم أثمن من الأرواح، وأن الشرائع التي يعيش الإنسان لتطبيقها أغلى من الأجساد، وأممٌ لا تقدم الدماء لا تستحق الحياة، ولن تعيش، لقوله تعالى: {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. النشأة والميلاد ولد القسامي المجاهد عبد الرحمن هاني محي الدين القطاع بتاريخ 2-10-1988م في حي التفاح وسط مدينة غزة لأسرة فلسطينية مجاهدة أحسنت تربيته على القيم الإسلامية الصحيحة، وأسلكته طريق المساجد وموائد كتاب الله. كان شهيدنا عبد الرحمن يتسم بالهدوء والطاعة لوالديه كان باراً بهم مطيعاً ومؤدباً رحيماً وخدوماً، تحبه والدته لملاطفته ومداعبته وكان صديقاً لأخواته يغلب علاقته بهم بالمرح والمداعبة، وكان طفلا مرحا الابتسامة لا تفارق وجهه، والجميع يحبه، وتمتع بالحيوية والنشاط وكان مرحاً يألف الأصحاب ويألفونه. تعلق قلب الشهيد عبد الرحمن بالمسجد منذ صغره وتربى على موائد القرآن ومنذ أن في الخامسة من عمره كان يداوم على حفظ آيات من القرآن الكريم، وصيام شهر رمضان المبارك. وكان عطوفاً على إخوانه، يكن لهم كل محبة واحترام، وكان يحرص على تعليمهم مبادئ وقيم الإسلام العظيم، ودفعهم للصلاة في المسجد، وكان عبد الرحمن يبتسم دائما في وجه كل من رآه من جيرانه وأقاربه وأصدائه، وكان دائم الإرشاد والنصح لهم بالالتزام في طريق المساجد. درس شهيدنا عبد الرحمن المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدارس حي التفاح بمدينة غزة، فكان طالبا مجتهدا محبا لدروسه ومدرسيه فكان شهيدنا محبوباً من زملائه، حيث تبلورت في هذه المرحلة معالم الشخصية الإسلامية التي تمتع بها الشهيد عبد الرحمن حتى آخر لحظات حياته، وبعد أن أنهى الثانوية العامة بمعدل جيد التحق بالجامعة الاسلامية بغزة، فدرس فيها تخصص الشريعة الاسلامية، حيث كان نعم الطالب المجتهد في دراسته وأنهى دراسته بتفوق، ومن ثم عمل في عدة مجالات منها التعليم في بعض المدارس كما عمل في التجارة. الالتزام بالمسجد التزم شهيدنا عبد الرحمن في مسجد المحطة القريب من منزله، وواظب على أن يكون أول الحضور في الدروس والندوات الإيمانية، وبايع جماعة الإخوان المسلمين عام 2005م حيث تدرج شهيدنا من مرحلة التربية والتعلم في الجماعة الى مرحلة العمل والعطاء حتى أصبح مربياً وقائداً في دعوته للشباب وأصبح عضواً فاعلاً في مجالات العمل في المنطقة. فكان خير أخ عامل في حقل الدعوة إلى الله، وكان شهيدنا المجاهد معطاء في مجال الدعوة، لا يترك مكانا يستطيع أن يقدم فيه خدمة إلا قام بالواجب على أكمل وجه وحرص شهيدنا على تلقى العلم الشرعي في المسجد وحفظ كتاب الله وحرص على حلقات التلاوة حتى حصل على السند المتصل عن رسول الله في التلاوة وقد تم تكليفه بإدارة مركز تحفيظ القران الكريم في مسجده وقد كان فيه نعم المربي والمحفظ حتى استشهاده رحمه الله. عمل الشهيد عبد الرحمن في جهاز العمل الجماهيري في حركة المقاومة الإسلامية حماس، فكان متميزا في عمله مخلصا لدعوته وإخوانه يشارك نداء الحركة في المسيرات والمهرجانات. على درب الجهاد في عام 2007م، ألح شهيدنا المجاهد عبد الرحمن على إخوانه في قيادة كتائب القسام للسماح له بالالتحاق في صفوف الكتائب، وأصر على ذلك فما كان من إخوانه في قيادة المنطقة ونزولا عند طلبه الشديد أن يوافقوا على ذلك، ومن ثم تم ضمه لصفوف الكتائب وخضع لدورة عسكرية مبتدئة فكان جنديا شجاعاً عنيداً. فكانت بداية عمله في الكتائب يحرص على أن يكون دائما في الميدان بين إخوانه المجاهدين، وأن يحضر إلى رباطه قبل الموعد المطلوب منه، وكان نشيطا في جميع المهام التي كانت توكل إليه مما اهله ليكون احد ابطال الوحدة القسامية الخاصة في منطقته وقد شارك في التصدي لتوغل الاحتلال شرق حي التفاح في معركة الفرقان. تلقى شهيدنا عبد الرحمن العديد من الدورات العسكرية في الكتائب، فكان فيها مجاهدا قساميا صنديدا، لا يخاف في الله لومة لائم، وبدأ شهيدنا مشواره الجهادي مرابطا على ثغور مدينة غزة خاصة في أوقات المطر والبرد القارص ويساعد اخوانه في حفر وتجهيز الانفاق لمواجهة العدو. كما شارك اخوانه في زراعة العبوات الأرضية وحقول الألغام لقوات العدو، وتلقى الدورات التدريبية العسكرية المتنوعة ليكون جنديا في وحدة النخبة القسامية إلى أن أصبح أحد مدربي دائرة الاعداد والتدريب بلواء غزة الشمالي لتميزه في الدورات التدريبة ، فاصبح يخرج المجاهدين ويدربهم على مهارات الميدان والانزال والتعامل مع السلاح فكان مدرباً فذاً مثابراً. على موعد مع الشهادة مع تغول العدو الصهيوني ضد أبناء شعبنا في الضفة وقطاع غزة من قتل وحصار خانق واغتيال لأبناء شعبنا وقصف لبيوت الآمنين فكان لمقاومة شعبنا وخصوصا كتائب القسام أن تكون بالمرصاد وتلجم العدو. فكانت صواريخها تدك (تل أبيب) والمغتصبات والمواقع العسكرية الصهيونية، وانطلقت معركة العصف المأكول التي واجه العدو فيها مقاومة شرسة ألحقت به الخسائر والقتلى في صفوفه، وأبرزها عمليات كمائن الموت شرق حي التفاح والتي كان لشهيدنا عبد الرحمن وبرفقته الشهيد همام حمادة عدد كبير من هذه العمليات وقد خرج شهيدنا للخطوط المتقدمة من اللحظات الأولى لبدء الحرب البرية على قطاع غزة وحي التفاح خصوصاً. شارك شهيدنا عبد الرحمن في عدة عمليات من خلف خطوط العدو شرق حي التفاح والتي استهدفت مجموعة من جنود العدو مما أدى الى قتلهم من نقطة صفر وشارك كذلك في عملية زرع عبوة شواظ على ناقلة جند شرق حي التفاح برفقة الشهيد همام حمادة مما أدى الى تدميرها وقتل من فيها. خرج شهيدنا برفقة الشهيد همام حمادة مع عدد من إخوانه المجاهدين عن طريق نفق من خلف خطوط العدو لاستهداف رتل دبابات وناقلات جند ويتجمع حولهم مجموعة كبيرة من الجنود وكانت مهمة الشهيد عبد الرحمن وضع عبوة شواظ على إحدى ناقلات الجند والاشتباك مع جنود الاحتلال هو والشهيد همام ما أدى إلى استشهادهم. فيما قام المجاهدون باستهداف آلية للاحتلال بقذيفة "RPG" من نوع تاندوم حيث كان يتجمع حولها جنود العدو مما أدى إلى وقوع القوة بين قتيل وجريح، لترتقي روح الشهيد المجاهد عبد الرحمن القطاع إلى بارئها برفقة الشهيد همام حمادة وقد قام الاحتلال الصهيوني للتغطية على خسائره في العملية، كما قام بسحب جثة الشهيدين واحتجازهم لديه.