اللّه يباهي ملائكته بعباده الصالحين في يوم عرفة العيد إظهار لشكر الله وإدخال الفرح على الأبناء والأهل والفقراء 12:02 ص, السبت, 17 يوليو, 2021 الشيخ محمد المحمود الدوحة – نشأت أمين: أكد الشيخ محمد المحمود أن ما بقي من الأيام العشر من ذي الحجة لا يقل عمّا مضى منها، فما بقي منها هو الأعظم والأجزل عند الله تبارك وتعالى لافتًا إلى أن عشر ذي الحجة أيام مباركة عظيمة عند الله تبارك وتعالى وقد عظمها جل وعلا فجعلها من خير أيام العام وأفضلُ العمل ما عمله الإنسان فيها. وقال المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: ونحن في هذه الأيام نخوض في خيراتها فإن لنا فيما بقي من هذه الأيام وقفات. وأضاف: الوقفة الأولى مع يوم عرفة وهو يوم عظيم يباهي الله تبارك وتعالى فيه ملائكته بعباده الصالحين، وفيه يعتق الله خلقًا عظيمًا من عباده من النار وهو اليوم الذي حث فيه النبي عليه الصلاة والسلام على صيامه وقد جاء فيما رواه الإمام مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم «صيام يوم عرفة إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ». وأضاف خطيب جامع الإمام بالقول: الوقفة الثانية مع يوم العيد وهو اليوم التالي ليوم عرفة وهو المسمى بيوم النحر لأنه تنحر فيه الأضاحي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الأيام عند الله يوم النحر ويوم القرّ» ويوم القرّ هو اليوم الذي يلي يوم النحر حيث يقرّ الحجاج في أماكنهم. يوم النحر وأوضح أن يوم النحر هو يوم عيد للمسلمين وأعياد المسلمين اثنان لا ثالث لهما، عيد الفطر وعيد الأضحى ويستحب في هذا اليوم أن يظهر الإنسان الفرح والسرور وأن يدخل البهجة على أبنائه وأهل بيته ومن حوله من معارفه وأقاربه ولا ينسى فقراء المسلمين ما استطاع وأن يدخل السرور على من يعرف ومن لا يعرف. فهو يوم يُتم فيه الحجاج حجهم وينحرون ضحاياهم تقربًا إلى الله تبارك وتعالى وتشبهًا بنبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. وأكد أنه في هذا اليوم لا ينبغي أن يغفل الناس عن صلاة العيد وهي وإن كانت فرض كفاية أو سُنة على قول، إلا أنها مما يظهر فيه الفرح في العيد، مضيفًا أن الفرح في العيد ليس في لبس الجديد ولكن الفرح في العيد بطاعة الله في العبيد، وإظهار الشكر لله تعالى بأداء أهم أعمال يوم العيد وهو صلاة العيد وهو إظهار لشكر الله تبارك وتعالى. خطبة العيد ونوه بأنه يتوجب على المسلم أن يحرص على سماع خطبة العيد مشيرًا إلى أن من فاتته صلاة العيد وخطبة العيد فلا عيد له. لأنه فاته الشعار العظيم في هذا اليوم ألا وهو إظهار العبودية لله تبارك وتعالى. وقال: يستحب للمسلم في هذا اليوم أن يصل أقاربه فمن كان قاطعًا ومقصرًا مع قريب أو غيره فعليه أن يصله فإنه يوم صلة وتواصل ويوم عطاء وإدخال السرور على عباد الله، وهو خير أيام الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. الأعمال الجليلة وقال: الأضحية من الأعمال الجليلة في هذا اليوم، وهي مندوبة ومستحبة على القادر عليها على رأي جمهور العلماء ولا تجزئ إلا من بهيمة الأنعام وهي الأغنام والإبل والماعز، وينبغي أن يقع ذبحها بعد الفراغ من صلاة العيد فمن ذبح أضحيته قبل صلاة العيد فإنها غير مجزئة، ويستمر وقت الذبح على رأي جمهور أهل العلم إلى غروب شمس اليوم الثاني من أيام التشريق، وقيل إنه ممتد إلى ثالث أيام التشريق لكن المستحب فيها أن يبادر الإنسان بأضحيته بعد صلاة العيد ويجب أن يتجنب الإنسان عيوب الأضحية، فإن عيوبها أربعة كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام. وقد جاء في سنن النسائي وغيره عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال في عيوب الأضحية أربع عيوب لا تجزئ الأضحية بها: العوراء البيّن عورُها والمريضة البيّن مرضُها والعرجاء البيّن ضلعُها والكسيرة التي لا تلقي، أي الضعيفة الهزيلة. وقال: يجب على الإنسان أن يتقرب إلى الله ما استطاع بأضحية سليمة يرجو بها ثواب الله تبارك وتعالى فإن إراقة الدماء في هذا اليوم هو عمل يحبُه الله عز وجل ويضحّي الإنسان بأضحية واحدة عنه وعن أهل بيته.