ذي قار/ حسين العامل مع انطلاق الاستعدادات المبكرة للحملات الانتخابية من قبل المرشحين وكتلهم، بات دخول السياسيين واعضاء مجلس النواب الى محافظاتهم لغرض التبشير بحملاتهم الانتخابية محفوفا بالمخاطر بعد ان قوبل عدد غير قليل من التجمعات الانتخابية ومواكب نواب مرشحين بفعاليات احتجاجية رافضة لتواجدهم في المحافظات التي يمثلونها. ويرى الرافضون لتواجد النواب والمعارضون لحملاتهم الانتخابية ان التجمعات الانتخابية وزيارات النواب لمناطقهم ما هي الا فعاليات للتبشير بوعود انتخابية تنتهي صلاحيتها مع انتهاء الحملة الانتخابية، مستذكرين في حديثهم جملة من التجارب الانتخابية السابقة والوعود الكثيرة التي قطعها النواب السابقون والحاليون. وشهدت الايام المنصرمة تعرض عدد غير قليل من التجمعات الانتخابية والنواب في بابل والديوانية وذي قار للهجوم من شباب غاضبين على الاداء الحكومي والبرلماني. فخلال زيارته الى مبنى محافظة ذي قار تعرض النائب عبد الامير تعيبان مؤخرا الى موقف لم يعهده من قبل، اذ حاصرت مجموعة من المتظاهرين مبنى المحافظة وقامت بتعقب موكبه ورشقه بالحجارة وسط هتافات تحتج على تواجده في مركز مدينة الناصرية التي يصفها المتظاهرون بعاصمة الثورة الشعبية، فيما ارغم محتجون في ناحية الفجر شمال الناصرية النائب كاطع نجمان الركابي على انهاء لقاء جماهيري ومغادرة المكان على عجالة بعد ان اشتدت هتافات مئات المحتجين الذين اخذوا يرددون (شلع قلع كلهم حرامية). ويتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عددا من المقاطع الفيديوية الاخرى لشباب رافضين لاقامة التجمعات الانتخابية او زيارة النواب والمسؤولين وقادة احزاب السلطة لمناطقهم، اذ اظهرت بعض المشاهد هتافات مناوئة وتراشقا بالكراسي والقناني الفارغة والحجارة. واظهرت مقاطع فيديوية تابعتها (المدى) مجموعات من المتظاهرين وهم يحيطون بمبنى محافظة ذي قار خلال زيارة النائب عبد الامير التعيبان لمبنى المحافظة فيما ظهرت مشاهد لقوات من الجيش ومركبات عسكرية مدرعة وهي تحاول ثني المتظاهرين عن اقتحام المبنى، في حين اظهرت مشاهد اخرى متظاهرين يواصلون الجري ورمي الحجارة وهم يصرخون ويشيرون الى الجهة التي سلكها موكب النائب المذكور. في حين اظهر مقطع فديوي آخر النائب كاطع نجمان الركابي وهو يتحدث مع مجموعة من المواطنين وسط هتافات صاخبة من قبيل (شلع قلع كلهم حرامية) ومع تصاعد حدة الهتافات غادر النائب وافراد حمايته على عجالة بمجموعة من المركبات المصفحة. وكتب الناشطون في تعريف المقطع الفيديوي الاول (مطاردة عبد الامير الدبي في الناصرية) فيما كتبوا على المقطع الآخر(طرد النائب كاطع نجمان الركابي عن دولة القانون من قضاء الفجر). ويرى مراقبون ومتابعون للشأن المحلي في ذي قار ان “تكرار مهاجمة النواب والسياسيين عند تواجدهم في محافظاتهم ناجم عن شدة الحرمان الذي يعاني منه السكان المحليون ولاسيما الشباب من الخريجين والعاطلين عن العمل”، منوهين الى ان “الاهالي والمتظاهرين يرون ان نواب المحافظة جزء من منظومة الحكم المتورطة بالفساد وتبديد وهدر المال العام”. فيما لم يستبعد مراقب آخر تورط بعض الاحزاب والتيارات المتنافسة على مقاعد البرلمان في الانتخابات المقبلة بدفع مجاميع من اتباعهم وبعض المتظاهرين باتجاه مهاجمة خصومهم لغرض تسقيطهم وحرمانهم من الترويج لحملاتهم الانتخابية. ومع اقتراب موعد الانتخابات عادة ما يقوم البرلمانيون والسياسيون بتفقد مناطقهم وزيارة شيوخ العشائر والوجهاء لكسب ولائهم الانتخابي، فيما يقوم البعض منهم بإقامة ولائم كبيرة وتجمعات شعبية لهذا الغرض، الا انهم ومع تكرار الفعاليات المناهضة لتواجدهم في المناطق المذكورة باتوا يخشون من ذلك لاسيما وان المناطق التي ينطلق منها النواب للتبشير بحملتهم الانتخابية مازالت تعاني من نقص حاد في الخدمات وتفشي الفقر والبطالة. ولم تعد مهاجمة النواب والسياسيين وليدة اللحظة اذ سجلت المحافظات المنتفضة جملة من الاحداث التي تستهدف وجودهم في مدنهم كاعمال الحرق لدورهم ومقراتهم ومنع مواكبهم حتى من الدخول الى مناطقهم السكنية. ففي محافظة ذي قار على سبيل المثال شهدت المحافظة اعمال حرق لعدد غير قليل من دور النواب بالتزامن مع انطلاق تظاهرات الاول من تشرين 2019، اذ اقدم متظاهرون في اليوم (الثاني من تشرين الاول 2019) على حرق مكتب النائب رزاق محيبس السعداوي الذي كان ضمن مقر منظمة بدر في الناصرية، فيما شهد قضاء الشطرة شمال مدينة الناصرية في (آواخر تشرين الاول 2019) أعمال حرق منازل مسؤولين ونواب من بينها منزل النائب عن تحالف الفتح ناصر تركي وشقيقه عبد الله تركي وكرفان حراس النائبة عن دولة القانون زينب الخزرجي وكرفان حراسة رئيس مجلس المحافظة رحيم الخاقاني، فيما تكررت المحاولات لحرق منزل الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي الذي يتبع التيار الصدري. كما اقدم عدد من المتظاهرين في قضاء الشطرة مساء يوم الثلاثاء (5 تشرين الثاني 2019)، على حرق منازل ثلاثة نواب عن المحافظة، تعود لكل من النائب عن “تحالف سائرون”، ناجي السعيدي، ومنى الغرابي عن تحالف الفتح، وزينب الخزرجي عن دولة القانون. في حين اقدم محتجون آخرون على حرق منزل العضو السابق في مجلس النواب خالد الاسدي في يوم الاثنين (25 تشرين الثاني 2019) وحرق منزل النائب السابق عن تيار الاصلاح التابع للجعفري هلال السهلاني في الناصرية لمرتين متتاليتين. بينما افاد مصدر محلي يوم الاربعاء (1 كانون الثاني 2020 )، بحرق منزل النائب السابق والقيادي في تيار الحكمة محمد اللكاش. تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط