شمال قطر.. إلى أين؟ 317 في نهاية الأسبوع الماضي توجهت إلى شمال دولتنا العزيزة قطر، وتحديداً إلى مدينة الشمال، وللعلم الجهة الشمالية من الدولة بها مدن جميلة، مثل مدينة الشمال والرويس وأبا ظلوف وغيرها مثل الغويرية والكعبان والجذيع وعذبة والغارية وغيرها من المدن والقرى الشمالية الجميلة، التي بدت كأوراق الأشجار التي أصبحت في موسم الخريف بعد أن كانت مزهرة وبها حيوية بسبب وجود الكثير من أهلها المتمسكين بعاداتهم الأصيلة، وقد كنت في زيارة خاصة لأحد الأقارب وهو أحد أصدقاء الطفولة الذين تربطني بهم ذكريات جميلة. وهناك الكثير من الذين كانت تجمعني بهم ظروف الزيارات العائلية بين آبائنا رحمة الله عليهم جميعاً، وذلك خلال الأعياد والمناسبات التي كان لها طعم آخر في ذلك الوقت لقلة السيارات ووسائل النقل وقلة انشغال الناس بالأجهزة الإلكترونية كما هو حاصل في هذه الأيام. وعند الوصول للمدينة وبعد السلام والقيام بواجب الضيافة، تناولنا أطراف الحديث، وبدأنا بأخذ جولة وزيارة بعض الأصدقاء في المدينة العريقة التي كان وما زال يتمتع أهلها بسمعة طيبة بين جميع أهل قطر.. حالهم حال باقي القطريين أبناء هذا البلد الطيب، وبدأ الحديث عن نزوح الكثير من أبناء المدينة إلى العاصمة بسبب قلة فرص العمل وعدم توافر العدد الكافي منها لأبناء وبنات الشمال، وعدم توخي الحرص وإعطاء أولوية التوظيف لهم، بل وفي بعض الأحيان يتم تعيين شخص من خارج هذه المدن في المرافق الموجودة هناك بحسب ما رواه لي أحد أبناء المدينة، وبعد عدة أشهر يتم نقله إلى الدوحة ويبقى أبناء وبنات المدينة بلا عمل ثم يضطرون للهجرة العكسية باتجاه مدينة الدوحة. وبعد ذلك تم الحديث عن وجود جمعية الميرة، وهي في مبنى صغير جداً وقديم لا يتناسب مع حجم المدينة ولا مع اسم الميرة، وهي شركة رئيسية في الدولة ومنتشرة على كامل أرض قطر براً وبحراً عبر السفن العائمة التي تخدم رواد البحر من أصحاب السفن والزوارق البحرية، وبعد ذلك بدأ الحديث أيضاً عن أسواق الفرجان الجاهزة، وهي عبارة عن أحدى عشر محلاً تجارياً لم يتم تأجير أي منها رغم جاهزيتها جميعاً منذ فترة ليست بالقصيرة وتزويدها بالماء والكهرباء، وذلك لعدم تناسب القيمة الإيجارية مع مستوى الحركة التجارية في المدينة (6000 ريال/شهريا)، وطالبوا بتنزيل تلك القيمة إلى (3000 ريال / شهريا) حتى يتمكن أبناء المدينة من استغلال تلك المحلات في بعض الأعمال التجارية وخصوصاً في الظروف الحالية من وجود قلة الإقبال على الشراء ووجود وباء كورونا. ثم بدأنا نتطرق إلى المركز الصحي ذي المبنى الجديد الذي لا توجد فيه عيادات تخصصية، وذكروا لي عدم وجود غرف لتنويم المرضى كما لا يوجد مستشفى نساء وولادة أو أقسام تخصصية للحروق والكسور، وطالبوا ببناء مستشفى أسوة بمستشفى الوكرة أو مثل مستشفيات الدوحة والخور أو المستشفى الكوبي في منطقة زكريت الذي يقصدونه في كثير من الأحيان لعدم توفر التخصصات الطبية التي يحتاجونها في المركز الصحي الوحيد لديهم، وبعد ذلك ذهبنا في اتجاه قلعة الزبارة الأثرية ووجدنا هذا الطريق مقفلاً من الجانبين بحواجز معدنية تمتد لمسافات طويلة بدون مخارج أو منطقة استراحة لأي طارئ لا سمح الله، فتعطل أي سيارة في هذا الطريق سينتج عنه تأخير لكل من يستخدم هذا الطريق أو قد تنتج عنه حوادث مؤسفة في حالة محاولات تجاوز السيارات المتعطلة، وقد حدث ذلك بالفعل في السابق. هذا عدا وجود منطقة عمل شاحنات بعد منطقة الركيات والتي لا يوجد بها أي مطبات أمام الشاحنات الخارجة من تلك المنطقة لتخفيف السرعة قبل الدخول للطريق العام لتلافي حدوث أي تصادم لا سمح الله، وقد سبق وأن حدث ذلك للأسف قبل حوالي عام وراح ضحيته أحد المواطنين الأبرياء، هذا عدا الآثار الكثيرة لاستبدال الأسفلت والمنتشرة على الطريق الذي لا يزال جديدا بسبب الأوزان الزائدة التي تحملها تلك الشاحنات خصوصاً في مواسم الأمطار في ظل غياب واضح لمراقبة تلك الأوزان واستهتار من قبل السائقين. لذا نقول يا أصحاب القرار عليكم بمراعاة أهل المناطق الخارجية وتلبية احتياجاتهم فهم يستحقون الأفضل من وطن قدموا له أفضل ما عندهم.. ودمتم.