القسام - خاص : كم أنتم عظماء أيها الراحلون، يغبطكم الناس على كثير، كيف لا؟ وقد اصطفاكم الله إلى جواره من بين جموع الخلائق وستساقون بعدها بإذن الله إلى الجنان التي وعدتم بها، بعد أن محيت ذنوبكم مع أول قطرة تخضب طهر أرض فلسطين، فهنيئاً لكم ما ظفرتم به أيها الأبطال.
الميلاد والنشأة ولد شهيدنا القسامي حسن السرساوي يوم أن حاول البعض باسم الثورة وأد مقاومة الشعب الفلسطيني، وإطفاء جذوة كتائب القسام وصدها عن مواجهة الاحتلال وتنفيذ العمليات النوعية. فكان يوم 3-6-1990م، هو يوم خروج شهيدنا حسن إلى نور الدنيا، وحط رحاله بين عائلته التي ابتهجت بقومه، فنما وترعرع وسط عائلة فلسطينية ملتزمة في مخيم الشجاعية شرق مدينة غزة. كان باراً بوالديه وأفراد أسرته يلبي لهم ما يحتاجونه من مستلزمات، وكان حنوناً عليهم، سخي كريم بقدر استطاعته، الشجاعة طبعته والمروءة شيمته، الحاني على زوجه وأبنائه.
تعليمه وعمله تلقى القسامي حسن تعليمه الابتدائي في مدرسة عمر بن عبد العزيز، وأكمل دراسة المرحلة الإعدادية في مدرسة معاذ بن جبل، حتى وصل الصف الثامن وترك مقاعد الدراسة منخرطاً في سوق العمل. كما عمل في العديد من الأعمال الحرة والتجارة، كما عمل في مصنع لإنتاج الطوب، إلى أن انتهى به الحال للعمل في محل لبيع الفواكه والخضراوات.
في ركب الدعوة والجهاد في مسجد الشهيد محمود أبو هين، التزم شهيدنا حسن منذ نعومة أظفاره، وهناك تعرف على أبناء المسجد وانخرط معهم للعمل والمشاركة في الفعاليات التي تقام بداخل المسجد. بعدها التحق حسن في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس، وشارك في الأنشطة الدعوية والمسجدية والفعاليات التي أقامتها الحركة، إلى جوار عمله في جهاز العمل الجماهيري في المنطقة. من ذاق طعم الدعوة تاق الوصول لشهد الجهاد، فعمل شهيدنا جاهداً للالتحاق في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، وكان له ما أراد عام 2008م، وبعدها خاض العديد من الدورات العسكرية القسامية التي تؤهله لأن يكون مقاتلاً فاعلاً في الميدان ويثخن في أعداء الله. شارك في العديد من المهام القسامية، كما شارك في معركتي الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول، وتأثر بالعديد من رفاق دربه الشهداء (محمد قنوع، حسام أبو هين، والعديد..).
على موعد 27-7-2014م كان شهيدنا القسامي حسن ورفاق دربه الشهداء "شريف قنوع" و "نائل السرساوي"، على موعد مع الشهادة، بعد استهداف الطيران الحربي الصهيوني للمنزل الذي تحصنوا فيه، بعد خوضهم اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في منطقة (القبة) شرق الشجاعية. ليمضي إلى ربه بعد حياةٍ مباركةٍ حافلةٍ بالعطاء والجهاد والتضحية والرباط في سبيل الله، نحسبه من الشهداء الأبرار الأطهار ولا نزكي على الله أحداً.